في زيارتنا لولاية بنزرت لحضور اختتام مهرجان راست انجلا للموسيقى البديلة، دهشنا لمشهد المدينة خلال العروض الموسيقيّة التي نجحت في استقطاب أعداد كبيرة من السكان الذين اجتمعوا أمام الركح الذي تمت إقامته جانب الميناء العتيق. في دورته الثالثة، نجح هذا المهرجان في خلق صيغة ناجحة لاقتراح الموسيقى البديلة لأكبر عدد ممكن من سكان المنطقة الذين تفاعلوا بإيجابية كبرى مع برنامج المهرجان وعروضه.

انطلقت الدورة الثالثة لمهرجان راست انجلا يوم 22 أوت 2019 مع عرض لمشروع "زي" لصابرين جنحاني، ثم تواصلت العروض في اليوم الثاني بكرنفال راست انجلا الذي شارك فيه قرابة 140 شاب وشابة، بالإضافة إلى عرض طرق، وتم في اليوم الثالث تقديم عرض اسطمبالي لبلحسن ميهوب وعرض الشاوية لنضال يحياوي واختتم المهرجان بعروض موسيقية لمجموعة من الفنانين الشبان من بينهم مجموعة أيتما. كلّ هذا بالإضافة فتح المجال للتخييم خلال جزء من أيام المهرجان في جو موسيقي بامتياز.

لا بدّ أنّ لتأخير موعد المهرجان الذي كان من المزمع تنظيمه بين 01 و03 أوت 2019، دور في تغيير عدة عناصر من برمجة المهرجان وفي خسارة مبالغ مالية هامة ما زالت هيئة تنظيم المهرجان تحاول تغطيتها وتعويضها، إلّا أنّه ساهم في جعل هذه الدورة ذات طابع تونسي بامتياز وبأشكال موسيقية مختلفة تعكس ثراء التوجهات التي يخوضها الشباب اليوم بداية من أغاني التراث إلى أغاني ال"بوب Pop".

"نحن فخورون بما وصلنا إليه اليوم، فقد رأينا الفرحة والامتنان في عيون الجمهور طيلة أيام المهرجان، لكنّنا كهيئة مديرة، كنا نطمح لأكثر من هذا". هكذا حدّثنا ضياء فالحي، مدير مهرجان راست انجلا ومسيّر قاعة السينما والفضاء الثقافي "ماجستيك" ببنزرت، في جملة تعكس النجاح الكبير لهذه الدورة وتطلّع المجموعة الدائم للأفضل. وجب أن نذكر أنّ هذا التطور (عروض متنوعة ومجانية في الهواء الطلق) هو إنجاز هامّ جدا حصل في وقت قياسي، فقد انطلقت الدورة الأولى بعروض موسيقية في قاعة الماجستيك فقط، وها هي تكتسح اليوم شوارع بنزرت بكلّ حرفية واستحقاق.

كما ذكر ضياء فالحي أنّه وفريقه قد انطلقوا في التفكير والعمل على تفاصيل الدورة الرابعة من مهرجان راست انجلا للموسيقى البديلة التي ستقام في 2020.