تنظم جامعة تونس بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ندوة علمية دولية حول تاريخ الفنون التشكيلية في تونس بعنوان: "تاريخ الفنون التشكيلية في تونس: مسيرة أجيال ورهانات إستيطيقية و ثقافية"
لا بد أن أحد أكبر أسباب الهوة القائمة بين أي شعب وفنانيه، هو ندرة الكتابة حول الفنون أو انعدامها في بعض البلدان. تقع تونس، من دون شك، بين هذه البلدان التي يتوارى تاريخ فنها شيئا فشيئا في أقبية الفنانين أو في أسواق الجامعين الضيقة، فتخلق القطيعة مع الفن والثقافة المحلية لانعدام المراجع حولها وعنها.
بالنسبة إلى تاريخ الفن التشكيلي في تونس، لنا أن نعد على الأصابع ما كتب حوله والأسماء التي حاولت مرافقته خلال فترات زمنية معينة، وهو ما أنتج فراغا هائلا على مستوى البحوث والدراسات التي تتمحور حول تونس، بالإضافة إلى خلل في البرامج البيداغوجية التي لا تتناول تقريبا تاريخ الفن التشكيلي في تونس، وما يسببه كل هذا من فقر معرفي لدى الأجيال الشابة بالزخم الفني الذي يحمله تاريخ هذه البلاد الفني.
في هذا الإطار، أو بالأحرى في هذه العتمة، قام الفنان التشكيلي والأكاديمي سامي بن عامر، بتقديم مشروع يتمثل في تنظيم ندوة علمية دولية حول تاريخ الفن التشكيلي في تونس بالإضافة إلى الإشراف على كتاب يجمع مئات المقالات والدراسات حول نفس الموضوع ليكون مرجعا للأجيال القادمة على حد تعبير الأستاذ. في هذه المغامرة، يتعاون سامي بن عامر مع جامعة تونس التي تكفلت بجزء كبير من ميزانية هذا المشروع بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الشركاء كمعاهد الفنون الجميلة والمجتمع المدني.
ستضم الندوة التي ستمتد على ثلاثة أيام من 24 إلى 26 أكتوبر 2019 بمدينة العلوم، عشرات المداخلات العلمية والشهادات حول العديد من المواضيع التي تهم تاريخ الفن التشكيلي في تونس بحركاته ورواده. بالإضافة إلى المتدخلين التونسيين، سيشارك في هذه الندوة مجموعة كبيرة من ممثلي جامعات ومؤسسات الفنون الجميلة في العالم خاصة من بينهم من كتبوا حول الفنون التشكيلية في تونس.
مبادرة استثنائية في تونس نتمنى أن تتجدد في مواعيد ومع فنون أخرى، ستكرم كلّ من ساهموا بكتاباتهم في مجال الفنون التشكيلية في تونس، وستكلّل بتعاون مع دار نيرفانا للنشر التي انطلقت في طباعة الكتاب المزمع نشره حول تاريخ الفن التشكيلي في تونس.